على مرمى حجر من الحدود الجزائرية.. الجيشان المغربي والأمريكي يشرعان في مناورات "الأسد الإفريقي" بالمحبس
تأكد اليوم الأربعاء حضور الجيش الأمريكي رفقة نظيره المغربي في منطقة "المحبس" بالصحراء المغربية، وغير بعيد عن الحدود الجزائرية، ضمن محطات مناورات "الأسد الإفريقي" في نسختها السابعة عشرة والتي تعد الأكبر من نوعها في القارة السمراء، إذ وصلت القوات المشاركة في التدريبات فعليا إلى هذه المنطقة التي ظلت جبهة "البوليساريو" تدعي قصفها منذ نونبر من العام الماضي، والتي شملت محاكاة لعمليات التصدي لتسلل قوات أجنبية إلى التراب المغربي.
ووفق المعطيات التي حصلت عليها "الصحيفة"، فإن القوات المغربية والأمريكية وباقي القوات الأجنبية المشاركة في المناورات، بدأت اليوم عمليا تدريباتها في المحبس بحضور قائد القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا "أفريكوم" وقادة عسكريين في القوات الأمريكية والقوات المسلحة الملكية وحلف شمال الأطلسي "النيتو".
وبدأت التدريبات بشكل فعلي اليوم بواسطة المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، إلى جانب عمليات الإنزال الجوي بواسطة المظليين، وشرعت الجيوش المشاركة في الاشتغال على محاكاة سيناريو التصدي الميداني لتسلل عناصر معادية إلى الأراضي المغربية، على أن تشمل التدريبات أيضا عمليات برية بواسطة الدبابات والمدرعات والمدفعية الثقيلة والذخيرة الحية تمتد طيلة 36 ساعة، إلى جانب مناورات جوية بواسطة طائرات مقاتلة.
وتشكل هذه التدريبات تأكيدا جديدا على استمرار الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء في عهد الرئيس الحالي جو بايدن، وهذه هي المرة الأولى التي تشمل فيها مناورات الأسد الأفريقي الأقاليم الصحراوية، بل إن الموقع الذي وقع عليه الاختيار قريب جدا مع الحدود الجزائرية، وتحديدا ولاية تندوف التي توجد بها مخيمات الصحراويين ومواقع قيادة مسلحي جبهة "البوليساريو".
وفي الخامس من يونيو الجاري، صدرت تعليمات عن الملك محمد السادس، بصفته القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، بتنظيم التدريبات المغربية الأمريكية المشتركة "الأسد الإفريقي 2021" في الفترة من 7 إلى 18 يونيو 2021 بمناطق أكادير وتيفنيت وطانطان وتافراوت وابن جرير والقنيطرة، إلى جانب المحبس.
وذكر بلاغ لأركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية أنه بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية، ستشهد النسخة السابعة عشرة من هذا التمرين مشاركة بريطانيا والبرازيل وكندا وتونس والسنغال وهولندا وإيطاليا، فضلا عن حلف "النيتو" ومراقبين عسكريين من حوالي ثلاثين دولة تمثل إفريقيا وأوروبا وأمريكا.